انتقال

مارس 2, 2009

أهلاً بكم جميعاً

🙂

أنتقلت المدونة إلى هذا العنوان

www.norah-s.com

سيكبرون ..

جانفي 20, 2009

d8b3d98ad983d8a8d8b1d988d98622

أضغط على التصميم لرؤيته بحجمه الطبيعي .

شخصٌ عادي ، مدينةٌ غير عادية !

جانفي 6, 2009

bullets276

امتلأت رئته برائحة الدم حتى خيل إليه أنه يتنفسه بدلاً من الأكسجين ، حاول أن يسلك الشوارع الضيقة الصغيرة لعلها تكون أقل توجعاً وأقل غرقاً بالدماء ، صادفه أيمن هناك يدور على الجثث ، يخلع الأحذية منها ويرمي بها في كيسٍ مهترىء خلف ظهره ، يقبل رأس الشهيد ثم ينصرف لمن بجواره ..


– لاتتعب نفسك ياأحمق .. لن يشتري أحدٌ حذاء بينما لايجد مايأكله .
– ومن قال لك بأني سأبيعها .
– لماذا تجمعها إذن .. ( يضحك بسخرية وهو يكمل ) : ذكرى الشهداء ؟
يواصل أيمن التنقل بين الجثث بصعوبة والكيس قد أثقل ظهره لامتلاءه
– ألم تسمع بـ خفي منتظر !
– هل تقصد .. هل تنوي .. !!
– نعم ولم لا .. قذفت رؤسهم بالحجارة قبل ذلك فلم لاأجرب الحذاء هذه المرة .. الحذاء موضة هذا العام ياصديقي .. سأقذف كل هذه الأحذية بوجوههم نيابة عن أصحابها ..


ابتسم له وانصرف ، لايعرف لم انصرف سريعاً ربما شعور الهزيمة بداخله بدأ يتبدد أمام إصرار أيمن وإيمانه .. أكمل خطواته التي قادته لحيهم القديم ، خمس سنوات منذ آخر مرة زار هذا الحي ، خمس سنواتٍ تفصله عن أيام الطيش واللهو حين كان يلاحق أمل ويستفزها منذ خروجها من المنزل وحتى تصل لمدرستها ، وفي الظهيرة يفعل الشيء ذاته ، ياألله لازال يذكر ذلك اليوم الذي هوى فيه كتاب أمل على رأسه مع سيل من السباب والشتام الطويل الذي لاينتهي ، كان يستمتع بصراخها في وجهه ، بغضبها منه ، بتهكمها على كسله .. ليتكِ ترينني ياأمل ، خمس سنوات زرعت فيني روح رجلٍ جاوز الخمسين ..
عبر الممر الضيق بتوتر وخوف ، هناك خلف المنعطف بيتهم القديم ، وبيت أمل ، وذاكرته الملونة .. هل يذهب ..؟ ماذا لو وجد البيت ركام عند قدميه ؟ .. ماذا لو وجد أمل تبكي عائلتها .. ماذا لو لم تعرفه أمل ؟ ماذا لو وجد الألوان رمادية .. ماذا لو .. ولم يمهله دوي القصف ليفكر أكثر ، ركض بإتجاه المنعطف هارباً من الشظايا التي خلفه ، مرت ثوانٍ خيل إليه أنها ساعات وهو يحاول التقاط أنفاسه واستيعاب المنظر أمامه ، تماماً كما توقع ، البيت ركامٌ عند قدميه ، وبيت أمل أيضاً .. !


– أبو غسان ، أبو غسان ..
– محمد !! … أهلاً بك ياولدي .. أهلاً بك .. واحتضنه بشدة وهو يبكي ..
– كيف حالك ياعم ..
– لاتتخيل فرحتي برؤيتك يامحمد .. ظننت أني لن أراك مرة أخرى .. الموت هنا يحتضننا واحداً تلو الآخر ! .. تعبت من التوديع يامحمد .. تعبت حمل الجنائز وفوق كلٍ منها قطعة من قلبي .. تعبت الصبر ومللته وملني .. بالأمس .. حملت أمل على كتفي .. أودعتها الثرى وأودعت قلبي معها !
– …!
– محمد ..
– …!
– محمد ..
– أين أهلها ؟
– اتجهوا نحو المعبر ، إصابة أبيها تحتاج عناية طبية ، قد ينقل إلى مصر و ..


صوتٌ لاهث يقطع الحوار
– تعالوا ساعدونا .. في الشارع الآخر عائلة مصابة ولاتستطيع سيارة الإسعاف الدخول لهذا الحد ..

يركض معهم ليحمل الجرحى وقلبه يركض بشدة ، يحمل ويضع ، يصرخ بهذا ليساعده ويهمس بهذا أن تصبر قليلاً ..صوت سيارة الإسعاف وصراخ المرأة بجواره وأنات الطفل الذي بين يديه .. كل هذا الضجيج لم يكن يسمعه جيداً .. فقط كان يسمع .. ” بالأمس .. حملت أمل على كتفي وأودعتها الثرى .. ” كانت ترن في أذنه لدرجةٍ جعلته لايبكي لايستوعب ! .. الموت كان أسرع من كل قراراته .. أسرع من كل كلماته التي كان سيقولها ..
ابتعدت سيارة الإسعاف ، يمر بجواره مراسل تلفزيوني يتحدث بحماس أمام الكاميرا .. ابتعد وهو يتمتم في داخله ” هه ، هل أصبحت جزءاً من خبرٍ عاجلٍ الآن ! ” ..
عاد من حيث أتى لكن بطريق آخر ، والأمر سيان ، رائحة الموت ذاتها تزكم أنفه ، الدماء ذاتها ترسم لون الرصيف والجدار ، ظلال الراحلين ذاتها تقف دونهم !
سيجتاحون المكان بقدميهم غداً ، سيخترق الرصاص الخط الفاصل بين الحياة والموت في أجسادهم ، سيخيم الظلام ، سيقطع الماء والغذاء ..
وكأن غزة ستطفيء مصباحها وتغرق في الظلام لتجعله يستلقي ويبكي بصمتٍ على الراحلين .. لتحجب عنه بظلامها لون دمائهم على الطرقات ..
ستمارس مدينة الموت الألم من جديد .. ببكائه الصامت في عمق الظلام .. سيخبر العالم كم هم ” إنسانيون جداً ” !!

نورة
6\1\2009

دِماء

ديسمبر 29, 2008

ist2_3734111-blood-donation

ونخجل منكم لأننا لا نملك إلا البكاء !

لأن الحروف تخون الحروف فيخرج شيء خجول حزين يسمى دُعاء ..

ونخجل منكم لأن السلام لأن التفاوض ضاع هباء ..

لأن القطاع يموت ببطء .. يموت بقهرٍ ..

ونحن نفاوض نفاوض بكل غباء !

قصف ،

غبار ،

دماء  تخُضِبُ أرض الشقاء ..

بكاء وموت

وشَفةٌ تسأل رشفة ماء ..

وجسدٌ ينزف ينزف ، يسأل هل من دماء ؟!


هل تذكرون مصطلح ( وحدة الدم العربي ) الذي رافقنا كثيراً في التاريخ وقضية فلسطين وووو..

تستطيعون تجربته عملياً ، ولاتقلقوا فدماءكم ستعمل بشكلٍ جيد في الجسد الفلسطيني النازف ، هناك في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض حيث يفتحون الأبواب لإستقبال المتبرعين بالدم لصالح جرحى غزة ، من 7:30  صباحاً إلى 12:00 ليلاً  .

في جدة تنظم مجموعة 4shbab حملة للتبرع بالدم لجرحى غزة ، يوم الثلاثاء الثالثة والنصف عصراً بمستشفى الملك فيصل التخصصي .

لن يكلفك الأمر سوى إرهاق بسيط مُطعم بإحساس العطاء وكوب عصير تعوض به ذلك الكيس الأحمر .. وليس أروع من أن تجري دماءك في عروقٍ ترمي الحجارة وتقاوم !


صناعة الأهمية .. بيد من ؟

ديسمبر 27, 2008

untitled


تتفاوت الأشياء من حولنا في أهميتها تماماً كما يتفاوت البشر في أهميتهم أيضاً ، وفي مجتمعنا أختلت موازين الأهمية لدرجة أصبح فيها الأكثر نفعاً هو ذاته الأكثر تهميشاً من المجتمع ! ..

حين أتاني أخي الصغير محمد – والذي لم يتجاوز عمره الخمس أعوام – ويكاد يطير من الفرح وهو يريني قميص ” الهلال ” الجديد الذي يرتديه ، أخبرته بأنه جميل لكنه لم يكتف بذلك بل أستدار ليريني أنه يحمل الرقم 20 وهذا هو أهم مافي الموضوع بالنسبة إليه ! ، أخبرته أن القميص جميل لأنه هو من يرتديه وليس لأنه يحمل الرقم 20 لكنه لم يقتنع بإجابتي فكل أقرانه يرتدون ذات الرقم ولايرضون عنه بديلاً  ! ، أتعجب كيف ترسخت هذه الأهمية لشخصٍ ما لدى أطفال لم يصلوا سن المدرسة بعد ، والمؤلم أيضاً أنه في المقابل هناك من هو أجدر أن يحتل أسمه مكانة في عقولهم منذ الصغر ومع ذلك فقد يدخلون المدرسة ويخرجون منها وهم لم يتعرفوا عليه !  ..

لماذا تحيطنا ضجة اعلامية تجبرنا على معرفة أن اللاعب الفلاني سيسافر غداً لإجراء عملية جراحية وكأنها قضية  مجتمع لها ثقلها وتأثيرها بينما لانجد هذه الضجة حين بُترت رجل طالب ( مخترع ) في جامعة البترول والمعادن بسبب خطأ طبي ! ، لماذا يُعطى شخصٌ ذا صوتٍ ( نشاز ) أهمية لايستحقها فقط لأنه تعاقد مع شركة ضخمة لإنتاج ألبومه الأول وتتلقفه القنوات والصحف والمجلات بينما نسمع أو نشاهد ( صدفة وعلى استحياء ) مقابلة لاتتعدى الدقائق مع شباب كونوا فريقاً مسرحياً بمجهوداتهم الشخصية ويسعون للمشاركة به في محافل دولية وآخرين أنتجوا فيلماً سينمائياً بمجهوداتٍ شخصية وإمكانية متواضعة أيضاً لكن الإعلام يعتبرها متواضعة جداً لدرجة أنه لايفكر في عرضها على الناس ولو كمقطع في برنامج ! ..

لماذا التصوير والرسم والفن بكل أنواعه لايأخذه الغالبية على محمل الجد بل يعتبرونه ( هواية لاأكثر ) فلا تمتليء المعارض الفنية  بالزوار بالقدر الذي تمتلأ به مدرجات الملاعب  أو مدرجات الحفلات الغنائية ؟

بصورة أبسط لماذا الفرد البسيط أياً كان ( طالباً \ موظفاً \ معلماً \ عاطلاً ) يمارس حياته بأسلوب روتيني مرسوم ومخطط له من قبل آخرين ، هل لأنه نشأ على أنه يجب عليك السير على المخطط له دون إعتراض وبصورة تجعله لايفكر ولو بنسبة بسيطة في أن يبدع ويخرج لمجتمعه بشيء ناجح .. أم لأنه يعلم أن صوته لن يصل وإن وصل فسيرجع الصدى بلا جواب  !..

من الذي يصنع الأهمية في مجتمعنا ، هل هو الإعلام أم نحن أم شيء آخر ؟!

هل سألت نفسك يوماً .. من أنا بالنسبة لهذا العالم وماذا يمكنني أن أفعل ؟!



رحلةٌ لا تنسى

ديسمبر 17, 2008

d8b5d988d8b1d8a9-156

هنا ستجدون بعض المواقف والمشاهدات والإنطباعات التي خرجت بها من رحلتي للحج .. مع شكري وامتناني لكل من  مروا هنا ورافقتني دعواتهم ..

–  من أروع المناظر التي مرت علي منظر ركاب الطائره ، الجميع بلا استثناء كانوا يتوشحون السواد أو البياض ، لأول مرة أركب طائرة جميع ركابها بلباس الإحرام ، كان موقفا غريبا” وشعورا” رائعا” ،  الجميع لهم نفس المقصد ونفس الهدف..

–  في آخر ساعة من نهار عرفة ، تهافتت القلوب والألسنة بالدعاء ..، كلٌ يجلس لوحده في مكان منعزل ، يرفع يديه ويبكي ، يبكي ذنوبه وخيباته ، يبكي آماله وحاجته ، يبكي روحانية الموقف وروحانية اللحظات ، يسابق الشمس التي تودع السماء ليناجي ربه بكل مالديه ، حتى غابت الشمس وبدأت أصوات السائقين تتعالى:( مزدلفة .. مزدلفة .. مزدلفة ياحاج مزدلفة ) فيتراكض الحجاج  ليزدحموا في السيارات وفوقها  ثم يصمت السائق ويتحرك نحو مزدلفة .. و أعين الحجاج تودع المكان بنظراتٍ باكية ..

–  الجلوس في الحافلات هو أكثر الأمور التي تتطلب صبراً لأنها قد تمتد لـخمس أو ست ساعات ، لكنها رغم ذلك فرصة جيدة للقراءة لكونها يغلب عليها الهدوء نسبياً مقارنة بضجيج المخيم ، لكن إن ابتُليت بشخصٍ خلفك أو أمامك يثرثر بصوتٍ عالي عن قصة حياته لمن بجواره ولاينتهي منها أبداً فأنصحك أن تفتح طاولة الطعام وتضع رأسك عليها وتقرأ دعاء النوم لعل النوم يرحمك فيزورك 🙂

–  بسبب الزحام الشديد في السير وقت خروجنا من عرفه ، لم نتمكن من المبيت بمزدلفه ولا حتى النزول فيها ، وفي الصباح تم توزيع الجمار علينا جاهزة ومكيسة مما أفقدنا متعة جمعها بأيدينا 😦

– يوم العيد توقف صوتي وأصبحت أستخدم لغة الإشارة في الكلام ولم تفدني أقراص الحلق ولا المشروبات الساخنه ، ذهبت للطبيبة واعطتني علاجا” وهي تقول : ( هوا انتي كنتي بتغني بعرفه ولا إيه .. ماتلبيش بصوت عالي )  ولم تعلم المسكينة أني قضيت ثلاثة أشواط من السعي وأنا شبه صامته وغارقة في الأفكار والهواجس  ..

– وأنا أمشي بالمخيم قبل الفجر، استوقفتني امرأة مسنه قالت أنها ستنام وأعطتني رقم غرفتها ورقم سريرها وطلبت مني إيقاظها بعد ساعتين إن كنت سأبقى مستيقظة ،وعدتها بذلك ثم شاهدتها متجهه لدورات المياه قبل موعد ايقاظها بنصف ساعه لاحظت استغرابي فابتسمت بخجل وهي تقول : ( تراي موصيتن اكثر من وحده تقومني احتياط أخاف وحدتن تنسى  وعاد قمت من نفسي بالأخير ) ماشاء الله من شدة الحرص على الصلاة خشيت أن ننسى ، ابتسمت وأنا أتخيل شكل كل اللذين أوصتهم وهم يلتقون عند سريرها في الوقت المحدد ولايجدونها وعلامات الإستفهام تدور بينهم  🙂 .

–  عند حوض الجمرات وبينما أنا أرمي قريبا” من الحوض أتت مسنة تركية بيدها قارورة مليئة بالحصى فتحتها وافرغت الحصى في الحوض مرة واحدة ! أردت أن ألحقها وأخبرها بالطريقة الصحيحة لكنها أختفت في الزحام  ..

–  زارنا في الحملة الشيخ عبدالعزيز الفوزان وأبدى استعداده لتلقي الإسئله فانهالت عليه أسئلة الأسهم والشركات والتطهير والإكتتابات فقال الشيخ : ( حتى في منى لاحقتنا الأسهم اعفونا منها جزاكم الله خير ) 🙂

–  بينما نحن نسير في منى وتمر علينا الحافلات بأسماء دول كثيره ، مرت حافلة كتب عليها ( حجاج أمريكا) ثم تلتها أخرى كتب عليها ( دولة قطر) وتتالت الأسماء بصورة جعلتني  أتأمل كيف جمع الحج هذه الأكوام من البشر من كل مكان في هذا العالم ولنفس الهدف .

–  زارنا رجل هولندي أسلم من مدة قصيره وحج هذا العام للمرة الأولى .. حين سأله المقدم عن شعوره الآن أجاب : it is the best days in may life كان حديثه رائعا” وهو يصف شعوره قبل دخوله الإسلام ، علمنا نحن المسلمون بالفطرة أموراً كنا نستصغرها .. عرفت حينها معنى أن يكون الشخص قد ( حسُنَ إسلامه ) .. لابطول الفترة بل بعمق الإيمان  ..

–  شهادة حق أقولها ، رجال الأمن كانوا متعاونين بشكل كبير مع الجميع ، يحاولون قدر الإمكان تنظيم سير المشاة وإرشاد التائهين بأسلوب محترم  رغم الإرهاق الواضح عليهم  ورغم عدم إحترام الكثير من الحجاج هداهم الله لهم ورفع أصواتهم بالتذمر وصب الغضب على هؤلاء المساكين وكأن السلطة بيدهم !

–  مشروع الجمرات رائع بحق ، وناجح  بنظري ، رغم أنه لم يكتمل لكنه فك أزمة الإزدحام والتدافع التي كنا نسمع عنها فوجود ثلاثة أدوار بمسارات واسعة جداً سهل الأمر كثيراً ، فحتى في بداية النهار وهو وقت الذروة ، بإمكان الجميع الرمي بسهولة وقرب الحوض خصوصاً في الدور الثالث ، متأكدة أن المشروع بعد اكتماله سيكون رائعاً وعملياً .

–  وكعادته دائما” مطار جدة يتحول إلى تكدس بشري هائل ومشاجرات وغضب وانتظارات طويله ، هناك في صالة المغادره حيث أعلن عن تأخر 6 رحلات للرياض في يوم واحد ، كان المنظر بئيسا” يوحي بالتشرد !  .. حسنا” يمكننا تعريف مطار جدة بالآتي :  أن تتواجد في المطار الساعة التاسعة صباحا” ثم تركب الطائرة الساعة الرابعة والنصف عصرا” ! لذلك لاألوم الناس حين صفقوا لحظة الإعلان عن الرحلة أخيرا” ، ويبقى السؤال ( متى سيخجل مطار جدة من نفسه ؟! )

–  اكتشفت أن تطعيمة الإنفلونزا خائنةٌ لاتسمن ولاتغني من جوع ، بدليل أني عُدت بأنفٍ أحمر وصوتٍ آخر 😦 .

– من أعظم الدروس التي تعلمتها في الحج ، تفاهة الماديات والطبقيات ، فأنت هنا مثل البقية سواسية عند الله في هذه الأمور ، ستمشي مثل غيرك لمسافات طويلة وستمر قدمك عند الأوساخ والنفايات مرغماً  ، ستنتظر في الحافلة مع الآخرين ، ستنام في غرفة مع أناس لاتعرفهم ، ستلبس مثل الآخرين ، ستضيع في زحام الطواف بين الملايين ، ستتحمل الإزعاج والإرهاق وقلة النوم تماماً مثل الآخرين ، لأنك هنا لم تأت لترفه نفسك أو لتعيش بنفس مستوى معيشتك في بلدك .. أنت هنا لتكمل دينك وعليك أن تتحمل كل شيء في سبيل ذلك ..

–  أروع دعاء تعلمته هناك .. ربي أشغلني بما خلقتني له ولاتشغلني بما خلقته لي.

– الحج غير فيني ، ولا يمكنني أن أحدد التغيير ، لكني متأكدة أنه تغير جعلني أعيد تفكيري في نفسي وفي  كثير من الأمور حولي وأوازنها مرة أخرى ..

رزقكم ربي روعة هذه اللحظات ..

– الصورة بعدسة أختي ريما .

يارب .. يارب ،

ديسمبر 5, 2008

1228444161_128


في الرابعة من صباح الغد .. سنحلق إلى هناك .. حيث كل الألوان تصبح لوناً واحداً .. كل الألسنة تصبح لساناً واحداً يتمتم ( يارب .. يارب ) ..

هناك حيث اللهفة تلفني للوقوف بعرفة للمرة الأولى  .. لجمع الجمار .. للتكبير .. للإختلاء مع الله  للحظات مسروقة من حياتنا الصاخبة ..

هذا ماأريده الآن .. الإختلاء مع الله في هذه المساءات الباردة ..

\

/

\


لاأدري كم سطراً يلزمني وكم حرفاً يسعني لأقول لأمي ( جزاك ربي الجنة ) ..

منذ اسبوع وهي تتردد على غرفتي في اليوم قرابة الـخمس مرات لتذكرني بكل مايجب وضعه في حقيبتي  .. تتأكد من وجود الأدوية ، المطهرات ولاصق الجروح ، كتب الأدعية ، شاحن الجوال ، ثم تأتي مرة أخرى ، تعطيني جهازاً آخر خوفاً من أن يخرب الآخر فجأة ، ثم تدخل مرة أخرى وتذكرني بأن لايكون حذائي الرياضي ذو رباط حتى لاأتعثر بسببه في زحام الجمرات  ، ثم مرة أخرى لتقول إن مزدلفة باردة جداً ويجب أن آخذ هذا الشال .. ، ياألله ياأمي كم تخجلينني وتثقلين كاهلي بأفضالك هذه .. ، أعلم أن جوالي لن يهدأ من اتصالاتها هناك لتسألنا أين نحن وهل أنهينا الطواف أم لا .. هل أكلنا .. هل نمنا جيداً .. وهل وهل ..


يارب لاتحرمنيها .. يارب ..


\

/

\


سأنقطع حتى ذلك الحين .. كونوا بخير يارفاق ..

سِتار ..

ديسمبر 1, 2008

اليوم سأحدثكم عن تجربة مميزة من نوعها ، تجربة فريق كامل ، تحدى الصعوبات وأصر على تحقيق هدفه ، فريقٌ أسعد كثيراً بكوني جزءاً منه ، رغم دوري البسيط فيه بالنسبة لجهود الآخرين وانجازاتهم . سأحدثكم عن تجربة فتيات الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض واسهامهم الكبير في الارتقاء بمستوى الفن المسرحي ، حيث أعتادت الندوة متمثلة باللجنة النسائية منذ عام 1411 هـ أي قبل 18 عاماً على إقامة حفل مسرحي سنوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك وفي كل عام يحمل الحفل رسالة معينة وفكرة مبتكرة ، كان الحضور في السنوات الأولى قليل لايتجاوز الـ  300شخص بينما لا يتجاوز عدد المشاركات الـ 20 فتاة ، وعاماً بعد عام تتطور خطة الحفل من ناحية المضمون ومن ناحية عدد المشاركات فيه ومن ناحية عدد الحضور أيضاً .

في العام 2005 كانت بدايتي مع الندوة ، انظممت إليهم في المنتدى الصيفي حيث كان يوم الثلاثاء من كل أسبوع عبارة عن نشاط مسرحي تقدمه مجموعة من الفتيات يتكفلن باعداده  من جميع النواحي ويحضر جميع أفراد المنتدى الصيفي لهذا العرض المسرحي البسيط ، حينها رشحت لتمثيل دورٍ في أحد العروض وكانت البداية ، وككل البدايات كانت مليئة بالأخطاء و بعيدة نوعاً ما عن الإتقان  حيث تقترب للأصطناعية أكثر من كونها طبيعية وقريبة للواقع ، ثم مثلت بعدها في الحفل المسرحي الختامي للمنتدى الصيفي والذي كان في  قاعة الشيخ محمد الخضير بمدارس التربية النموذجية ، بدأنا نتدرب بشكل متواصل لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً ، وجاء يوم الحفل ، وفتح الستار وكان الموقف الحسم حينها والوقت العصيب .. حقيقة لاأخفيكم أني خفت في باديء الأمر فهذه أول مرة أقف وأمثل أمام جمهورٍ يفوق عددهم الـ 600 متفرجة ! ، كنت مرتبكة بعض الشيء .. ومتوترة كثيراً .. ولكن الروعة كانت تكمن في المغامرة والتجربة الأولى ..
بدأت دوري وتأقلمت وانسجمت تدريجياً ، فقد وضعت في ذهني أن أركز على الدور وكأنني اتدرب واتخيل أن الجمهور ليس موجوداً ، ولكني أكتشفت حينها أني كنت مخطئة ! .. فحين قلت كلمة ما في أحد المشاهد ، صفق الجمهور بصوتٍ عال مما جعل الدهشة تتملكني .. فلم اتوقع ابداً هذا التفاعل من الجمهور ! .. وبعد ذلك التصفيق زاد حماسي .. وزاد اصراري على الأداء بشكل أفضل ..حينها .. عرفت أن للجمهور دوراً قوياً في إلهاب الحماس لدى من يقف على خشبة المسرح !  .

كانت أحداث هذا العمل المسرحي تدور في العام 2050حيث تسافر مجموعة من الفتيات ذوات الشخصيات المختلفة للسياحة في الفضاء على متن نفس المركبة وخلال الرحلة تحدث مواقف وأحداث تبين اختلاف شخصياتهن وكيف تعالج كل واحدة منهن الأمر بأسلوبها ويبرز من خلال الأحداث مزايا وعيوب كل شخصية وأن الإنسان لابد وأن يتغير للأفضل ويحاول التكيف مع جميع فئات المجتمع ويتقبل آراءهم فهو لوحده لن ينجز ، كان في المجموعة شخصية الفتاة المدللة الرقيقة وشخصية الفتاة ( العربجية ) والتي دائماً ماتتشاجر مع رفيقتها المدللة وتغضب من تصرفاتها وشكاويها الكثيرة وتقلدها في حركاتها، وأيضاً شخصية الفتاة الهادئة لدرجة ( التناحه ) والتي دائماً ماتستوعب الشيء بعد الآخرين بزمن ، وفي أشد المشاهد توتراً وحماساً تتكلم فجأة ببرود عن أشياء تافهة تغضب البقية منها وتسأل أسئلة مليئة بالـ ( الدلاخة ) ، بالإضافة لشخصية الفتاة المتزنة العاقلة التي حاولت قدر استطاعاتها توحيد الآراء وجمع الخصوم للتعاون معاً ضد المشاكل التي تواجههم وشخصيات أخرى تأتي مع الأحداث ، ويتناول هذا العمل المسرحي القضايا الإجتماعية وقضايا البنات على وجه الخصوص بقالب كوميدي ممتع ، ورغم أن هذا الحفل يحضره الكثير من الأهالي ولايقتصر على عضوات الندوة فقط بل الحضور مفتوح للجميع لكن الأستعدادات له لاتكون بمستوى الإستعدادات لحفل العيد الكبير والذي يفوق حفل الصيف  من حيث المستوى ومن حيث الحضور ، وكنت أتمنى حقاً المشاركة فيه ، ولله الحمد ترشحت للمشاركة فيه في عيد 1427 هـ \2006

98d423e645وهذا إعلان الحفل بعدسة إحدى بنات الندوة .. الفوتوغرافية المبدعة لينة الحصين

كان عنوان الحفل  ( أرواح محلقة ) ، وتدور الأحداث حول مجموعة من المسلمات من جنسيات مختلفة يلتقين في الحج ويتبادلن ثقافة بلدانهن وكيف أن الإسلام جمعهم في كثير من الأشياء وتحصل لهم مواقف هناك  تسلط الضوء على كثير من القضايا الإجتماعية والدينية ويتخلل العرض المسرحي وصلات أنشادية لها صلة بأحداث المشاهد ، سعدت واستمتعت كثيراً بآداء دوري كمسلمة أجنبية تحج للمرة الأولى . كانت مشاركتي في ذلك الحفل تجربة أضافت لي الكثير وغيرت فيني الكثير ، ليس من ناحية الآداء المسرحي فحسب بل من ناحية العمل بروح الجماعة والتعاون على اظهار العمل بصورة جيدة تليق بمن سيشاهده ، كانت استعدادات حفل العيد تبتدأ من وقت مبكر ، منذ شهر شعبان أي قبل الحفل بأربعة أشهر تقريباً ، حيث تبتدأ مرحلة تكوين الفكرة والبدء بكتابة السيناريو والحوار وأختيار الفتيات المناسبات للأدوار خلال شعبان ورمضان ، ثم بعد عيد الفطر بأيام تبتدأ مرحلة التدريب والتي تستمر لشهرين بمعدل يومين تدريب في الأسبوع  ، يوم الأحد من الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساء ، ويوم الخميس من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً ، ورغم أن أيام التدريب كانت مرهقة من ناحية حفظ النص ومحاولة اتقان الآداء إلا أنها كانت ممتعة بشكل لايوصف ، كنا نعيد المشهد مرة واثنتين وثلاث وعشر حتى نتقنه ، بل إن أحدانا قد تعيد أحد مقاطعها أو حركاتها  عدة مرات حتى تضبطها ، رغم كل هذا الإرهاق الحركي والذهني كنا مستمتعين ، فلا تخلو أيام التدريب من التعليقات على بعضنا البعض والضحك على بعض الحركات في الآداء أو بعض المقاطع والكلمات في النص ، فقد كان يسمح لنا بمسك ورقة النص في الأيام الأولى من التدريب ، ثم تدريجياً تسحب منا الأوراق مشهداً مشهداً ، حتى إذا أقترب موعد الحفل أصبح الإمساك بورقة النص أثناء التدريب  أو حتى محاولة النظر إليها خلسة جريمة يعاقب عليها القانون ، وقبل الحفل بعشرة أيام بدأنا التدريبات المكثفة اليومية ثم قبل الحفل بثلاثة أيام بدأنا نتدرب في المسرح الذي سيقام فيه الحفل فقد كانت كل تدريباتنا السابقة في مقر الندوة ، وجاء يوم الحفل وهو ثاني أيام عيد الأضحى ، كان مقر الحفل في مسرح مدارس الرياض \ قاعة الأمير سلمان ، وكان الحفل على شرف سمو الأميرة \ حصة الشعلان – حرم خادم الحرمين الشريفين-  ، المسرح كان كبيراً .. أكبر من ذلك المسرح الذي مثلت فيه في الصيف مما زرع داخلي نوعاً من الرهبة ، وكان دوري أن أكون أول من يتكلم عند فتح الستار .. ! ..وفتح الستار .. ولم اتوقع ان تكون المدرجات ممتلئة هكذا من يوم العرض الأول .. ، كان عدد الحضور – كما قيل لي بعد الحفل -قرابة الـ 800 ، حاولت إخفاء ارتباكي وبدأت دوري الذي كان درامياً نوعاً ما ولأول مرة اقدمه .. – حيث كنت العب أدواراً كوميدية قبل ذلك سواء في أيام المنتدى الصيفي أو في حفل الصيف- وبلحظات خيل لي أنها سريعة انتهى يوم العرض الأول برضى تام من الجميع والحمد لله  ، ثم تلاه يوم العرض الثاني والذي كان أكثر دقة وتلافياً لأخطاء عرض الأمس ، وأيضاً أكثر حضوراً ، فحين فتح الستار فوجئت بإمتلاء مقاعد كانت فارغة بالأمس ثم سمعتهم بعد العرض يقولون إن الحضور فاق الألف متفرجة !! ، ثم كان اليوم الثالث والأخير ، كانت مشاعري متضاربة ذلك اليوم ، فها أنا أقف وللمرة الأخيرة لأمثل هذا النص الذي رافقني لشهرين كاملين من التدريب والحفظ ، تخللهما الكثير من الذكريات الجميلة والقليل من الذكريات الحزينة عند عدم الرضا عن آداءنا في فترة من التدريب ، شهرين جمعتنا وحولتنا من فتيات يمسكن بأوراق نص للمرة الأولى يقرأنه لمجموعة تجسد أدوارها وتعيشها بكل تفاصيلها وكأنها حقيقة ، كان آداءنا ذلك اليوم قوياً ووداعياً ، حرصنا أن نختمه بالجمال ليكون ذكرى لاتنسى .. كان الجمهور ذلك اليوم مختلفاً ومميزاً أيضاً ، عددهم الكبير والذي وصل الألفين متفرجة بالإضافة لحماسهم وتصفيقهم وانتباههم لأشياء لم تلقى إهتماماً من قبل الجمهور في اليومين الماضيين ، كل هذا جعل منهم كتلة كبيرة تدفعنا للأعلى .. بالنسبة لي .. وجود أمي ، خالاتي ، عماتي ، قريباتي ، صديقاتي ، بين الجمهور كان دافعاً ومشجعاً كبيراً لي .. ليس أجمل من أن تقع عيني على أحدهن صدفة وهي تؤشر بيدها أو تصفر أو تصفق ..

وانتهى العرض – الذي استمر لثلاث ساعات – قرابة العاشرة والنصف مساءً ، أُغلق الستار ،وخفتت الإضاءة وبدأ الجمهور بالخروج أفواجاً من المسرح ، وأصبحت الكواليس تعيش حالة استنفار ، كلن يبحث عن أغراضه ليجمعها ويرحل ، ثم هدء المكان وكأن أحداً لم يكن ، وكأن شيئاً لم يكن هنا قبل قليل !، اخذت أنظر للمقاعد الفارغة والصمت المطبق عليها ، من يصدق أنها كانت قبل دقائق تغص بألفي شخص كانوا يصفقون ويصفرون ! ، ياألله كم أحب المسارح لأنها تذكرني كثيراً بالحياة ، مشاهد تُضحك ، مشاهد تُبكي ،  أناس تذهب وأخرى تجيء ، تماماً كالحياة  !

19022008003

مسرح مدارس الرياض

المسر� من الأعلى

المسرح من الأعلى

غرفة مجموعتنا في الكواليس .. غرفة مليئة بالذكريات والنكبات التي نعيشها في الفواصل بين المشاهد

غرفة مجموعتنا في الكواليس .. غرفة مليئة بالذكريات والنكبات التي نعيشها في الفواصل بين المشاهد

بداية الكواليس .. المكان الذي نثرثر فيه قبل وبعد الخروج للجمهور .. هنا �يث نغمض أعيننا .. نسمي ونخرج

بداية الكواليس .. المكان الذي نثرثر فيه قبل وبعد الخروج للجمهور .. هنا حيث نراجع المشاهد سريعاً .. نذكر بعضنا بالمقاطع .. نضرب أيدينا بجباهنا لخطأ أرتكبناه قبل قليل أمام الجمهور ..!

ممر الرعب كما كنا نسميه .. كنا إذا أردنا الإنتقال من الجهة اليسرى لليمنى في الكواليس أثناء وقت العرض ، لابد أن نمر من هذا الممر الضيق لأن جميع ستائر المسر� مستخدمة ومفتو�ة .. بالمناسبة صوت وقع الأقدام على الأرضية مرعبٌ أيضاً لأنها شبه مت�ركة !

ممر الرعب كما كنا نسميه .. كنا إذا أردنا الإنتقال من الجهة اليسرى لليمنى في الكواليس أثناء وقت العرض ، لابد أن نمر من هذا الممر الضيق لأن جميع ستائر المسرح مستخدمة ومفتوحة .. هناك حيث الضوء الأصفر في نهاية الممر .. الضفة الأخرى من الكواليس 🙂 .. بالمناسبة صوت وقع الأقدام على الأرضية مرعبٌ أيضاً !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم جاء العام التالي 1428هـ \ 2007 ، واللذي تشرفت فيه بالمشاركة مع مجموعة من المبدعات في الندوة في ورشة عمل لكتابة سيناريو وحوار العمل والذي كان بعنوان ( مملكة بلقيس ) .

_mg_86412s1

صورة إعلان الحفل بعدسة المبدعة لينة الحصين أيضاً

ورغم أني لم أكن راضية تماماً عن النص وبعض أحداثه لكنها كانت تجربة جميلة ،كانت الأجواء والأحداث كلها تدور في القصر الملكي للملكة بلقيس وجواريها ، كنت أشاهد التدريبات وأتـذكر أيام العام الماضي بتفاصيلها ، ومرت أيام التدريب سريعاً وكنت متحمسة جداً لمشاهدة العمل ، رغم أني كنت أشاهد التدريبات يومياً إلا أن مشاهدة ردة فعل الجمهور كانت هي الأهم وقت الحفل ، وكان الحفل ذلك العام على شرف الأميرة فلوة بنت فهد ، وأقيم على مسرح جامعة الملك سعود ( للطلاب ) \ قاعة الشيخ حمد الجاسر ، نعم ذلك المسرح العريق الذي خرج العديد من مشاهير الكوميديا والدراما السعودية ،  الذين وقفوا عليه في أيامهم الجامعية وخطواتهم الأولى ومثلوا مسرحياتهم الأولى هناك ، على تلك الخشبة العريقة ، حيث كانت مسرحيات جوالة جامعة الملك سعود والتي لايكاد يخلو بيت من أشرطتها ، تمنيت كثيراً أن أٌقف على ذلك المسرح ، وتحققت الأمنية ولله الحمد ، رغم أن دوري كان في الوصلات بين المشاهد فقط ، لكن العمل والمشاركة بكتابة نصٍ يمثل هناك تعتبر بحد ذاتها سعادة .. ولكم أن تتخيلوا فرحتنا بالجمهور حينها .. فمن اليوم الأول كانت المقاعد الألف ممتلئة .. أما اليومين الباقيين فقد أمتلأ الدور الأول من المسرح وجزء من الدور الثاني ، أي قرابة الثلاث آلاف متفرجة في يوم واحد ! .. شعور جميل لايوصف .. شعور يجسد نجاح مجموعة يفوق عددها الــ 200 فتاة غالبيتهن في المرحلتين الجامعية والثانوية  شاركت كل واحدة منهن بما تستطيعه في نجاح العمل ، فمجموعة تولت مهمة كتابة النص والسيناريو ، مجموعة تولت تدريب الممثلات ، مجموعة تولت تدريب الأطفال المشاركين في الوصلات حيث كانوا يأدون الحركات الإستعراضية ، مجموعة تولت الديكور بكامل تجهيزاته ، مجموعة تولت الأزياء ، مجموعة تولت تدريب الفتيات المشاركات بالوصلات ، ومجموعة كبيرة – وهي الغالبية – شاركت بآداء الوصلات ، وأخيراً مجموعة يعتمد عليها الجميع في ألا تخيب الآمال وهم الفتيات اللواتي قمن بأدوار البطولة ..، الجميع .. الجميع بلا استثناء ابتداء بالمشرفة العامة على الحفل الأستاذة إيمان الحصين وانتهاءً بأصغر طفلة مشاركة .. الجميع كونوا معاً روحاً واحدة وعزيمة قوية  أخرجت عملاً مسرحياً يستحق الإفتخار ، يستحق التصفيق الذي ضج به ثلاثة آلاف شخص  ! .. وأعيد الحفل مرة أخرى في شهر صفر لمدة يومين لمن لم يتمكن من حضور العرض أيام العيد .

هذا العام .. كنت بعيدة تماماً عن أجواء الحفل واستعداداته لعدة أسباب منها ، الضغط الدراسي الذي أعيشه في الجامعة هذا العام والذي لايتناسب أبداً مع أيام التدريب وماتحتاجه من جهد ووقت ، ومنها أني أرغب في الجلوس مرة أخرى على المقاعد كمتفرجة ، أعيش شعور الإندهاش مرة أخرى ، أصفق وأصفر ، إلا أني هنا قد أكون أكثر تصيداً للأخطاء من المرات السابقة ، الآن أصبحت أتصيد الأخطاء بعيني شخص سمع كثيراً هذه الكلمات : ” لا تلفين ظهرك للجمهور وانتي تتكلمين ” ، ” لا تسرعين بالكلمة .. عيديها بشويش ” ، ” لاتقومين بسرعة .. أول ناظري بعدين قومي ”  ،” لاتوقفين انفعالات وجهك لحد ماتدخلين للكواليس ” ، ” لاتقولينها ببرود عيديها بحماس أكثر ”  ..

كتبت كل هذا لأن شعوراً داخلي يخبرني أنه من الواجب علي أن أعرف بهذا المجهود الذي لم ينل نصيبه من الإهتمام الإعلامي رغم كونه التجربة الشبه وحيدة لعمل مسرحي في الرياض يحضره هذا العدد من الجمهور وبمجهودات أثبتت جدارة المرأة وفعاليتها في مجتمعها من جميع النواحي ، ورغم أن  مفاوضات مبدئية تمت بين الندوة العالمية للشباب الإسلامي وأمانة مدينة الرياض لجعل الحفل حدثاً رسمياً سنوياً يندرج تحت الفعاليات التي ترعاها الأمانة ، لكن بعض الأختلافات حول الأمور المالية حالت دون إتمام ذلك 😦 ، أتمنى حقاً أن يصل الطرفين لحلٍ يرضيهما ويساعد في وصول الحفل لأكبر شريحة من المشاهدين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما حفل هذا العام فهو بعنوان ( شارع 70 ) !

3082022971_fbdc120d8d_b

متحمسة لحفل هذا العام لكوني أجهل تفاصيله تماماً ، لاتفوتوه متأكدة أنكم لن تندموا  … أختاروا مايناسبكم .. 2 أو3 أو4 العيد ، جامعة الملك سعود (للطلاب) \ قاعة الشيخ حمد الجاسر …. لاتنسوا 😉

:

:


– قالوا عن حفل العام الماضي .

سيناريو *

نوفمبر 10, 2008

d8b3d98ad986d8a7d8b1d98ad9882

الزمان : 7:30 صباحاً

المكان : الجامعة \ الكافيتيريا

طالبة تضيف السكر لقهوتها وترمي الأظرف الفارغة عند قدمها لأن سلة المهملات تبعد عنها قرابة المترين فقط !!

:

:

الزمان : 8:30 صباحاً

المكان : المبنى 3 \ قاعة 31015

محاضرة شبكة مملة لمادة الــCommunication Skills  وأصناف متعددة من الطالبات ، مجموعة تكتب مايقال ، مجموعة تتأمل الوجوه ، مجموعة تقرأ ( جريدة \ رواية \ مادة أخرى ) ، والمحاضرة تتحدث عن مهارات الإتصال ولغات التواصل وأدواته ، والأستاذ في وادٍ والطالبات في وادٍ آخر !

:

:

الزمان : 9:45 صباحاً

المكان : ساحة الجامعة

وجه مليء بكل الألوان الصاخبة في كل مكان ، لون فوق الجفنين ، لون على الوجنتين ، وآخر على الشفتين ، ورابع أسود كثيف اسفل العينين ، وجه صاخب لم يفرق بين الصباح والمساء ، بين مكان الدراسة والعمل ومكان الإحتفال والسهر ، وجه لم يقدر هدوء الصباح  ولم يعطه حقه من البساطه والعملية ، … هل حقاً أتت هذه الطالبة لتدرس أم …. ؟!

/

\

على الجانب الآخر ..نوعية أخرى .. شعر قصير قصير .. فوق الأذن أو بمستواها ، خصلٌ مسرحة بطريقة الـ سبايكي تبدو مرتفعة وبارزة عن بعد ، قميص كبير بتصميم رجالي ، ساعة كبيرة لاتمت ليد الأنثى بصلة ، سلاسل وأساور تحمل شعار جمجمة أو سيف أو قرصان،صوت ( مفتعل ) وكأنه يخرج من حنجرة رجل،مشية صبيانية ، زجاجة( هولستن ) لاتفارق يدها، نعم ..  روح فتاة في قـالب رجل !!

:

:

الزمان : 12:00 ظهراً

المكان : مبنى كلية الحاسب \ المصعد

ينفتح المصعد على الطابق الأول .. تخرج فتاة وتدخل مجموعة طالبات يثرثرن بصوتٍ عالي وبحنق على درجات الكويز ، هذه تشتم الدكتورة ، هذه تتوعد أنها لن تدرس للكويز القادم ، هذه تشرح السؤال الذي أخطأت فيه وتنعت نفسها بالغباء .. ينفتح المصعد على الطابق الثاني ،تدخل دكتورة خلفها طالبتين ،هدوء وصمت يعم المكان ، كلٌ ينظر للاشيء بإستثناء طالبة تعدل هيئتها أمام المرآة ، ينفتح المصعد على الطابق الأول مرة أخرى ،تخرج الدكتورة ، وبلحظة يستأنف السب والشتم حول الكويز ، تدخل أستاذة أنيقة عملية محبوبة من الغالبية ، تتفحصها الأعين بإعجاب ، ينفتح الباب على الطابق الأرضي ، تخرج الأستاذة ، تخرج الفتاتين ، تخرج مجموعة الكويز وقد أنقلب حديثهم من الكويز إلى أناقة الأستاذة ، كلٌ يذهب في سبيله .. تدخل مجموعة أخرى للمصعد ، وتبدأ رحلة جديدة .. بوجوه جديدة ..

:

:

الزمان : 1:40 ظهراً

المكان : الطريق الدائري \ مخرج 15

مسجدٌ ضخم ، طريق يغص بالسيارات وقت الذروة ، وجوه منغمسة في صخب الحياة اليومية  والعمل ، وبين هذا كله .. وعند زاوية صغيرة من ذلك المسجد ، سيارة تفتح أبوابها وتخرج جسداً لف بقماشٍ أبيض ، يحمل بهدوء ويدخل من باب صغير للمسجد ويختفي ! … وسط كل هذا الصخب والحركة والحياة .. مر الجسد المسجى بهدوء الموت ، مر ولم يلحظه أحد لأن الكل مشغول بالحياة …!!

:

:

الزمان : 2:15 ظهراً

المكان : مخرج 5

قاعة زفاف مشرعة الأبواب ، ورود كثيرة تحمل للداخل ، شوكولا تنقل برفق وعناية ، عمال يعملون كخلية نحل لإكمال تجهيزات زفاف يعلن بدأ حياة جديدة ، وشتان مابين المخرجين … شتان !

ــــــــــــــــــــــ

* ماكتبته هنا لايصنف ضمن السيناريو الفني ولا الخطي بمعناهما الحقيقي ، هي فقط مشاهد تمثلت أمامي والتقطتها بعينٍ تعشق قراءة السيناريو .. تجنبت الكثير من التفاصيل في جعبتي والتي لاتهمكم مقروءة بل مشاهدة .. تماماً كالتفاصيل التي تزخر بها ورقة النص في يد الممثل والتي يراها الجمهور وليس يقرأها .. =)

The new face of America !

نوفمبر 5, 2008

81348798SO019_Obama_Holds_F

وأخيراً أنقشعت غيمة بوش السوداء التي سجلت للتاريخ أسوء ثمانية أعوام عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن وأسوء سياسة أمريكية خارجية عاشتها دول العالم ، ذهب كابوس بوش ووزيرته البديعة كونداليزا رايس ، واليوم البيت الأبيض يفتح أبوابه لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، حظي بقبول واسع من غالبية عرقيات المجتمع الأمريكي وعلى الأخص المسلمين ، حيث أدلى معظم مسلموا الولايات المتحدة الأمريكية الذين يتحدر أغلبهم من أصول عربية بأصواتهم للمرشح الديموقراطي باراك أوباما ، فقد أظهر استطلاع مؤسسة زغبي الدولية لأبحاث الرأي أن غالبية العرب الأمريكيين يفضلون انتخاب أوباما بفارق 21 نقطة عن منافسه الجمهوري السناتور جون ماكين، وأن التحول في الانتماء الحزبي تجاه الديمقراطيين في تزايد مستمر (1).

وكان لموقف أوباما من الحرب على العراق دور في زيادة انصاره من المسلمين والعرب الأمريكان حيث عارض الحرب على العراق بعكس ماكين الذين صرح في كثير من خطاباته بدعمه لموقف بوش في حربه على العراق وبضرورة إبقاء القوات الأمريكية هناك . ويشاع أن كثيراً من الشخصيات المشهورة في أمريكا وعلى الأخص نجوم هوليوود أدلوا بأصواتهم لأوباما . حيث شارك بعضهم في إعلانات تحث الشباب على الإدلاء بأصواتهم للمرشح الأقرب لتطلعاتهم و حثهم على المشاركة في صناعة القرار وبالفعل تحقق ذلك فقد أرتفعت نسبة المصوتين هذا العام عن انتخابات 2004 وخصوصاً من قبل الأمريكان السود حيث أصطف الناخبين في طوابير ضمت المئات الذين انتظروا ساعات طويلة أمام مراكز الإنتخاب للإدلاء بأصواتهم . وقد كان متوقعاً أن يتوجه حوالي 135 مليوناً للإدلاء بأصواتهم (2) .

أما بالنسبة للقضايا التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام الناخبين فقد جاءت قضية الوضع الإقتصادي في المرتبة الأولى عند الغالبية بينما جاءت قضية العراق في المرتبة الأولى عند مسلمي وعرب أمريكا ولا يوجد احصاء دقيق لعدد المسلمين في الولايات المتحدة فهو يتراوح بين عدد واقعي يقول إنهم ثلاثة ملايين، وآخر يتحدث عن ستة ملايين وثالث يقول إنهم عشرة ملايين (3).

كمسلمين وعرب ، هل سيحقق أوباما أمالاً باتت شبه مستحيله لقضايانا ، أم أنه يخبيء لنا سنوات عجافٍ كسنين بوش المظلمة ؟!

طرحت سؤالي هذا على بعض الموجودين في قائمتي وكان التالي :

تهاني أبانمي : إذا كان الرئيس هو من يحكم فعلاً فسيكون له تأثير !

متفائلة بذكائه الحاد وديمقراطيته وأبوه المسلم ، لكن الحقيقة المرة أن مايحدث مجرد بهرجة إعلامية ومن يدير العالم بحق هو اللوبي الصهيوني الخسيس .

ـــــ

سمية : لنا كمسلمين لااعتقد ! لكن أملنا في الله كبير يمكن يسلم ويرجع لفطرته  << تستخف . عليمية بالسياسة بقوة : )

ـــــ

مشاعل : نعم اؤيد فوزه .. لان ربما ذلك تفاؤلاً بتغير لون المرشح هو ايضاً تطور وتغير في عقول الأمريكان البيض بما انهم النسبة الأكثر والاكثر سلطة فيها .. يعني بالعامي تتغير النظرة العنصرية للسود وبذلك مقدمة مبشرة لتغير نظرتهم للمسلمين ايضا ..

<< احس اني تفلسفت شوي

عذراً على الإطالة (-:

ـــــ

سارة العنقري : أمران أحلاهما مر ربما يكون جباناً ليحكم بديموقراطية خوفاً من الثورات والاغتيالات خصوصاً وأنه أول رئيس اسود وبعض المتعصبين لازالت لديهم عقدة العنصرية .

ـــــ

أفنان : نقول ان شاء الله يارب .

رزان : اتمنى ذلك يانورة : )

ــــ

لينا العنقري :  نقول ان شاء الله أنه زين بس مااتوقع انه يسوي شي بارز للمسلمين واتوقع انه يخف التعصب بس يظل احسن من الشايب الثاني :-q

ـــــ

هيا : عساه أول الخير أن شاء الله على العراق وعلى المسلمين عامة .. ولنجرب أول زنجي لعله يكون أفضل وأكثر تفهماً من غيره البيض  ( مقارنة بالمرشح الثاني أوباما أقل ضرراً ) .

ــــــــــــــــ

ماذا عنكم ؟ .. أحب قراءة رؤيتكم لهذه الأمور ..

ـــــــــــــــــ

(1) – (3) المصدر : BBC

(2) المصدر : CNN