بالأمس حصل لي موقف في السوق جعلني أفكر إلى أي مدى يصل مفهوم التعاون عند البعض ؟! , فبينما كنت أتمشى مع أختي الصغيرة في المجمع وقد افترقت عن أمي و أختي الأخرى انتهت بطارية جوالي لسوء الحظ وبالتالي لن استطيع الوصول إليهم ومعرفة مكانهم عند وقت الخروج , وأبي أيضاً كان مع إخوتي الصغار في مكان آخر بالمجمع لا أعرفه أيضاً ولسوء الحظ لم أكن أعرف من أي بوابة دخلنا ولا أين توجد سيارتنا لأنني لأول مرة ادخل هذا المجمع فأنا لم أزر جدة لـ 6 سنوات مضت , عوداً على الجوال أقول وبينما كنت أحاول بيئس أن أجد أهلي استوقفت امرأة وطلبت منها بأدب أن أتحدث بهاتفها إذا سمحت لأني بطارية هاتفي انتهت ولكنها قالت بركاكة اقرب للإدعاء : آسفة ماعندي رصيد والله ! شكرتها وانصرفت , مررت بفتاة تمسك بيدها شيئاً يبدو من بعيد أنه جوال وما إن اقتربت أحادثها حتى رأيت أسلاك السماعات من خلف حجابها وكانت تهز رأسها يميناً وشمالاً طرباً مع ما كانت تسمعه وأخيراً انتبهت لي بعد النداء الثالث وحين طلبت منها نفس الطلب فتحت يدها وهزت كتفيها أن لا حيلة لي وأشارت بـ الآي بود الذي كان بيدها لتخبرني أنه ( ليس بجوال ) ! , حسناً أنا أعرف الآي بود يا عزيزتي ولكن ألا تملكين جوالاً في حقيبتك ! ما هو الأهم في السوق الآي بود أم الجوال ! , شكرتها وانصرفت , قررت أخيراً أن أدخل منطقة الألعاب تخميناً مني أن أبي قد يكون هناك مع أخوتي الصغار وحين بحث ولم أجده – رغم أنه كان هناك ولكني لم أكن اعلم أن منطقة الألعاب طابقين وكان هو في الطابق الأعلى- رأيت أمامي امرأة يبدو عليها الإحتشام والإلتزام توسمت فيها خيراً كثيراً وقلت لنفسي : بس جاك الفرج , اقتربت منها وطلبت منها الطلب ذاته وكنت قد توقعت ردة فعل مختلفة عن السابقتين ولكني تفاجأت كثيراً حين قالت : اوووووف وفتحت حقيبتها وهي تنظر لي بشك وريبة ثم أغلقتها مرة أخرى وتراجعت عن قرارها وبحركة من يدها أشارت إلي أن اذهبي !! , أخذت أحدق فيها ببلادة ! , اقسم أن شكلي لم يكن مريباً أبداً ولا يدل على سرقة كما اني احمل جوالي بيدي فلماذا اسرق جوالها المتهالك ! هذه المرة لم اقل لها شكراً لأنها لم تعتذر ولو بلباقة , استغربت كثيراً وتمنيت أن أقول لها اني توسمت فيها الخير وظننتها ستساعدني ولكنها خيبت توقعاتي , تمنيت ان أخبرها أن لاتكرر فعلتها هذه مع غيري وأن لا تعكس صورة سيئة للمرأة المحافظة لأني أعلم أنها لا تمثلها , فالدين بالأخلاق وليس بالعبادات فقط ! , حين انصرفت عنها سيطرعلي هذا السؤال : إلى أي مدى يمكن أن نعاون وكيف هو مفهوم التعاون عندنا ؟ , خرجت من منطقة الألعاب ووجدت محل أكسيوم تليكوم أمامي وطرت فرحاً كطفل وجد أمامه مدينة ألعاب ، دخلت واستأذنت الرجل بأن أشحن جوالي لدقائق فأشار لجدار كان يمتلئ بالشواحن من كل الأنواع ,شكرته و شحنت جوالي واستطعت إيجاد أهلي أخيراً , تمنيت حينها ان أجد تلك المرأة التي ظنتني سارقة واضع جوالي أمام وجهها واخرج لساني لها! :q